ما مصير ملف فساد الـ200 مليون في شركة "تعمير" يا هيئة مكافحة الفساد ؟
أخبار الغد
هيئة مكافحة الفساد تقوم بدور وطني واقتصادي بمعالجة القضايا والملفات فنجحت وأبدعت وتميزت فكانت حصناً منيعاً لكل من يسول له نفسه بالعبث بالأموال العامة والخاصة والإجراءات المتبعة لدى الهيئة سريعة وعلى قدم وساق والأمثلة والأدلة كثيرة في هذا المضمار … الهيئة نجحت بإستعادة وإسترداد اموال منهوبة وأعادتها بفعل سلطتها ونفوذها وحرصها على المال العام ولا نريد ان نذكر او نطرح أمثلة على ذلك ولكن لا نعلم لماذا تتوقف العجلة وتتسمر عندما يتعلق الأمر بملف شركة تعمير والذي يعتبر من أضخم قضايا الفساد في القطاع الخاص حيث تورط عدد من الحيتان والديناصورات من أصحاب فئة سمك القرش ذو الأنياب الحادة لإلتهام أصول الشركة وأموالها وعطاءاتها وعقاراتها وأسهمها بعد أن ابتعلوا 200 مليون دينار واكثر .. نقف قليلا ونتساءل بحيرة وأستغراب ممزوج بدهشة عن السر في عدم تحويل ملف شركة تعمير الى الاضواء … الملف محول من جهة رسمية رقابية ومدروس وموثق ومليء بالبيانات والوثائق الرسمية ومجلس مفوضي الهيئة استقبلوا هذا الملف القادم اليهم من مراقبة الشركات ودرسوه وتفحصوه ودققوا به ثم اقتنعوا بما يتضمنه من شبهات فساد مالي وإداري قبل ان يتم تحويله الى المدعي العام حيث لا يزال الملف منذ سنوات على حاله بلا حراك وبلا حركة …
أضخم ملف فساد في الأردن شركة تعمير مغلق حتى أشعار آخر وحتى الآن لم تترشح اي معلومات عن مصيره او خفاياه ولا نعلم الى اين وصلت الامور والنتائج به ولا نعلم ما السر وراء ذلك … نحن نعلم كما غيرنا ان المتورطين بملف شركة تعمير هم من اصحاب المعالي والنفوذ والسعادة والمال ومع ذلك لا نجد من يحرك هذا الملف قيد أنملة ، فالسير بإجراءات التحقيق مثل سير السلحفاة فلم يستدعى احد ولم تطلب الاجهزة ذات العلاقة اي احد بالرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالشركة والمساهمين واموالهم ومستحقاتهم وتحويشة عمرهم …
الدولة عبر هيئة مكافحة الفساد نجحت وابدعت في اجراء تسويات مالية مع اطراف ولا تزال تحقق نجاحها في هذا المضمار ولكن عند ملف شركة تعمير تجد الهيئة عاجزة وغير قادرة على التحرك او التدخل في هذا الملف المنسي او المخفي او الضائع … فالمساهمون واعدادهم بعشرات الآلاف ممن انتكبوا بتجاوزات الادارات السابقة يتسائلون ويستفسرون عن المصير المجهول للملف الذي يبدوا انه لا يزال في الادراج المغلقة والغرف الموصدة وعن اسباب عدم فتح الملف لهذه الشركة حتى هذا الوقت بالرغم من مرور سنوات وسنوات على المخالفات التي اطاحت بالشركة ودمرت واقعها وضيعت مستقبلها وبخرت اموالها وقضت على اسمها وطيرت اصوالها وباعت موجوداتها والآن بات المجرم يحتفل بغياب الملف وضياعه وعدم سؤاله عما ارتكب .
وهنا نحذر قبل ان نذكر ونعلن بالفم المليان بأن المتهمين وهم كثر بالمناسبة في هذا الملف الاسود الشائك المخفي لا يزالون في الأمان ولا يزالون يمارسون حياتهم كما يجب لانهم يؤمنون بأن يد العدالة لن تطالهم ولن تصل اليهم فهم محصنون بقدر ما هم متنفذون لذلك بعضهم هاجر عمان وهرب الى كندا او الى عواصم لا يوجد به أنتربول وبعضهم باع مئات الآلاف من السهم داخل الشركة ونفد بجلده والآخر بلغ من العمرعتيا فهو يؤمن بان الحساب لا يكون الا في الاخرة لا في الدنيا او عند المدعي العام وبعضهم ينتظر القرار الصعب …
وقبل ان نختم نقول اذا كانت هيئة مكافحة الفساد وبهذا الملف لم تقول كلمتها بعد ولم تشرح لنا ابعاد هذا الملف فمتى سنسمع منها اخبارا سارة او جديدة حول ملف شركة تعمير الذي يبدو انه سينام نومة اهل الكهف طويلا .